ما هو الويب 3 | تعرف على مفهوم الجيل الجديد من الويب WEB 3

0

 في السنوات الماضية ومنذ الظهور الأول لشبكة الأنترنت " الجيل الأول من الويب " 1.0 Web" كانت شبكة الويب مقتصرة بشكل خاص على عدد محدد من مواقع الأنترنت التي تحوي معلومات محددة وثابتة، وبالتالي كان التفاعل مع هذه المواقع أمراً مستحيلاً، إذ أنها لم تكن مزودة بأي محتوى تفاعلي، بحيث لم يكن بإمكان من يقومون باستخدام الشبكة من إجراء أي اتصال هاتفي من المنزل مثلاً، كما كان الاتصال يقتصر على عملية الاتصال الهاتفي من خلال استخدام أجهزة مودم قديمة للغاية، كما كانت شبكة الأنترنت بطيئة بشكل لا يوصف لدرجة أن فرصة تشغيل أحد مقاطع الفيديوهات أو مقاطع الموسيقى يعتبر أمراً مستحيلاً وضرباً من الخيال، بتنزيل أحد الأغاني على سبيل المثال كان يحتاج إلى يوم كامل للقيام بذلك.


ظهور الجيل الثاني من Web 2.0 بمحتواه التفاعلي


لقد كان ظهور الجيل الثاني للويب 2.0 كان نقلة نوعية رائعة، نتيجة حتمية لما شهده هذا المجال من تطور شمل العديد من المواقع التي أصبحت تتيح فرصة أكبر للتواصل الاجتماعي بين مستخدمي الأنترنت، كما تتيح الإمكانية التفاعلية بين المستخدمين، الامر الذي جذب عدد كبير من المستخدمين لاستخدام Web 2.0، حيث أنها جاءت بمميزات كبيرة ورائعة جعلت المستخدمين يتهافتون للاستفادة من هذه المزايا، من مثل إمكانية تبادل المعلومات وإدخال معلومات جديدة، وكل ذلك يتم حدوثه بسرعة كبيرة جداً، وبذلك تم تطوير عدد من شبكات التواصل الاجتماعي التي تتالى ظهورها، بالإضافة إلى ظهور منصات المدونات ومشاريع wiki_ projects،وفليكر والويكبيديا، وكذلك التويتر والفيسبوك. 


ظهور الجيل الثالث من الويب " Web 3.0"


في الواقع فإن إنشاء وإطلاق الجيل الثالث من الويب " Web 3.0" جاء كعملية مكملة للجيل الثاني من الويب وليس من أجل القيام باستبداها، ذلك أن Web 2.0 قد حمل مميزات متعددة وتحسينات كثيرة جاءت ثمرة للجهود الكبيرة والمتواصلة التي بذلها المصممون والمختصون والمطورون الذين اختصوا بتطوير مواقع إدارة المحتوى، وبالتالي فإن الجيل الثالث من الويب Web 3,0 قد جاء لترميم نقاط الضعف والخلل في الجيل الثاني وتحسين عيوبه، ومع إطلاق Web 3.0 ارتفع عدد مستخدمي الأنترنت من 738 مليون مستخدم في عام 2000 إلى3.2 مليار مستخدم في عام 2015, وذلك بحسب تقرير منظمة الامم المتحدة،.


شاهد أيضاً: تعرف على كيفية تركيب بروكسي على متصفح الانترنت الخاص بك

لماذا يعد ظهور الجيل الثالث من الويب " Web 3.0 " ثورة في عالم التكنولوجيا


إن النقلة العظيمة التي أحدثها الوصول إلى الجيل الثالث من الويب Web 3.0 يعود سببها إلى إدراك الشركات الرقمية الكبرى في العالم أن المعلومات الشخصية للمستخدمين هي من أكثر الأصول قيمة وأهمية، وانطلاقاً من ذلك بدأوا عملية تخزين البيانات بشكل شامل في الخوادم المركزية، كما هو الحال في أمازون وتويتر ومايكروسوفت والفيسبوك وغيرها، 

وكنتيجة متوقعة بدأت تظهر العديد من التهديدات الأمنية التي تهدد باختراق خصوصية المستخدمين وذلك بهدف الحصول على مكاسب أكبر لقاء هذه الخدمات، بغض النظر عن معرفة المستخدمين بذلك، لذلك كان ظهور الجيل الثالث من الويب " Web 3.0 " الذي أتاح لمستخدمين قدراً أكبر من الخصوصية، حيث غدا المستخدم هو المتحكم الوحيد بهذه البيانات، بعد أن كانت في أيدي عدد من الشركات التي قد تقوم بتعريض هذه البيانات للخطر لدوافع مادية بحتة.

ما هي أهم المزايا التي يقدمها الجيل الثالث من الويب Web 3.0 لمستخدميه

ملكية البيانات " Ownership" 

يتيح الجيل الثالث من الويب Web 3.0 لمستخدميه فرصة التحكم في البيانات بشكل تام، كما يتمتعون بالامان التام نتيجة ميزة التشفير التي يتمتع بها، وبالتالي يمكن أن يقوم المستخدم بمشاركة المعلومات على أساس إذن يقوم بمنحه مالك البيانات، ومن الجدير بالذكر في هذا السياق بأن الشركات الكبرى في العالم من مثل الفيسبوك وأمازون تمتلك خوادم مهمتها تخزين معلومات معينة من مثل الدخل والتفضيلات الغذائية، و معلومات تفصيلية من بطاقة الائتمان، ومعلومات تتعلق بالاهتمامات، والأمر لا يتوقف على تحسين الخدمات فقط بل يمكن لنا القول بأن المعلنين والمسوقين يقومون بدفع مليارات الدولارات بشكل سنوي مقابل الحصول على هذه المعلومات.


البلوك تشين من دون الحاجة إلى أذونات

وبالتالي يمكن أن يقوم المستخدم بإنشاء عنوان وأن يتفاعل مع الشبكة، من دون الحاجة إلى أذونات مبالغ فيها أو أن يجري حظر أحد المستخدمين بحسب الجنس أو دخله أو موقعه الجغرافي أو توجهه، أو غير ذلك من العوامل الاجتماعية أو العوامل الديموغرافية، وليس هذا وحسب بل أنه يمكن ان تتم عملية نقل الأصول الرقمية والثروة من أي مكان في العالم بسرعة وكفاءة عالية.

عدم وجود أي نقطة مركزية للتحكم

أو بلغة أخرى لا يوجد أي طرف ثالث يقوم بالتحكم بالبيانات، حيث أن وجود تقنية متقدمة كتقنية البلوك تشين في منصات تحظى بثقة كبيرة جداً مثل الإيثيريوم و قواعد حازمة لا مجال لتجاوزها أو اختراقها إذ يتم تشفير جميع البيانات وبالتالي لا يمكن لأي شركة مهما كانت متطورة من أن تتحكم في بيانات المستخدم من مثل ألفابت المالكة لشركتي آبل وجوجل. وبالتالي تتمتع باللامركزية المطلقة بحيث لا يسمح لأي كيان أو حكومة من أن تقوم بإيقاف الخدمات أو المواقع أو حتى التحكم في هويات الآخرين. 


 ارتفاع ملحوظ في معدل الأمان

 وانخفاض كبير جداً في نسبة حدوث عمليات اختراق أو سرقة البيانات، ويعود السبب في ذلك إلى أن البيانات ستكون موزعة ولامركزية، مما يجعل قراصنة البيانات يحتاجون إلى أن يقوموا بإيقاف الشبكة بشكل كامل، كما أن هذا الأمر سوف يساعد في تقليل التكلفة الباهظة التي يتم إنفاقها في عملية معالجة الاختراقات التي قد تحدث بشكل مستمر والتي وصلت تكلفتها في عام 2019 إلى تريليون دولار أمريكي.

ميزة التوافق التشغيلي

حيث أنه يصبح بالإمكان تخصيص التطبيقات بسهولة، بالإضافة إلى ذلك من الممكن أن يتم العمل على أنظمة تشغيل مختلفة من دون أن تكون هناك متطلبات خاصة، كما أنه من الممكن أن تعمل على أجهزة السيارات والميكروويف والتليفزيون والهواتف الذكية وأجهزة الاستشعار الذكية وغير ذلك، نتيجة ارتباط هذه الأجهزة بنظام تشغيل معين.

شاهد أيضاً: كيفية تحقيق الربح من بلوجر خطوة بخطوة | الدليل الشامل

تقديم خدمات متواصلة ومستمرة

من دون حدوث أي انقطاع أو تعليق الحساب وذلك بسبب عدم وجود نقطة واحدة تكون سبباً في حدوث انقطاع الخدمة، بل على العكس يكون انقطاع الخدمة بسيط للغاية، كما يتم تخزين البيانات على العقد الموزعة " distributed nodes" وذلك من أجل ضمان التكرار، كما أن احتمال الاستيلاء على الخادم أو حدوث عطل فيه أمر ضئيل وذلك بسبب النسخ الاحتياطية المتعددة.



ما هي الآلية التي سوف يعتمدها الجيل الثالث من الويب Web 3.0 في عمله

في الواقع الأمر يختلف بشكل كبير عن ما اعتاده مستخدمو الجيل الثاني من الويب، حيث سيتم اعتماد إطار جديد يربط المستخدم بالخدمات الرقمية، بحيث تجري العديد من المعاملات كمعاملات البيع والشراء يدوياً تلافياً لقيام المنصات الأخرى من تسجيل البيانات الشخصية للمستخدمين والاحتفاظ بها.

وسوف يتم استخدام خدمات جديدة من مثل Filecoin وStorj بدلاً من Dropox و Google Drive. كما ستظهر منصات من مثل Rxperty.io بدلاً من سكايب،كما سيتم الاعتماد على منصات برمجية لتطبيقات الأنترنت من مثل EOS بدلاً من أنظمة تشغيل الأجهزة المحمولة الحالية مثل iOS والأندرويد وغيرها.


وفي الختام يمكن لنا القول بأن الانتقال من ويب 2.0 إلى ويب 3.0 لم يكن سوى عملية تكامل مع الأنظمة الموجودة على الأنترنت وخطوة رائدة نحو مستقبل رقمي أفضل.




إرسال تعليق

0 تعليقات
* تتم مراجعة جميع التعليقات من قبل المسؤول.
إرسال تعليق (0)